السلام عليكم
مملكة ماري ( تل الحريري ): على الضفة اليمنى لنهر الفرات وعلى مسافة (10) كم شمال غرب مدينة البو كمال تقع مملكة ماري ( تل الحريري ) التي اكتشفت في عام (1933). وتعد مملكة ماري واحدة من أهم ممالك الشرق القديم، حيث كانت تتمتع بثراء غير عادي نتيجة موقعها الجغرافي الهام الذي ساعدها في تأسيس تجارتها البعيدة التي امتدت لتصل إلى جزيرتي كريت وقبرص في البحر المتوسط غرباً، وأواسط الأناضول شمالاً، ومملكة دلمون (البحرين) في الخليج الغربي جنوباً. تاريخها يعود إلى الألف الثالثة قبل الميلاد، وقد دلت المكتشفات الأثرية على أن طول المدينة كان يزيد عن (1000) م وعرضها حوالي (600) م ولعل أهم ما اكتشف فيها (25) ألف رقيم مسماري، استطاع من خلالها علماء الآثار واختصاصيو اللغات الشرقية القديمة بعد ترجمتها، تكوين صورة أكثر وضوحاً وإشراقاً عن تاريخ الشرق القديم، الذي ساهمت ماري في صنعه وكتابته بحروف من ذهب، على مدى الآلاف الثلاثة الأولى قبل الميلاد. هذه الرقميات – الوثائق منحت ماري مكانة عظيمة لجهة مساهمتها الحضارية الراقية في التراث الإنساني، وساعدت علماء الآثار في التعرف على عدد لا يحصى من أسماء وملوك ممالك الشرق القديم، هذه الأسماء التي مكنت بدورها العلماء من الاطلاع على العلاقات الدولية لمملكة ماري، ودورها الذي لعبته في مجالات التجارة والسياسية والدبلوماسية في الشرق القديم، إضافة إلى تكوين صورة واضحة عن طبيعة ونوعية الحياة الفكرية والثقافية الاقتصادية والدينية والموسيقية آنذاك. ويعتبر القصر الملكي (القرن الثامن عشر قبل الميلاد ) من أهم مكتشفات ماري حيث دلت الدراسات على أنه طوله كان يزيد عن (200) متر وعرضه (120) م ويحتوي على (300) غرفة يحيط به سور حصين وتتوسطه باحة كبيرة كانت مركزاً أو مقراً للحياة الإدارية والرسمية للملكة، إضافة إلى احتوائه على مدرستين احتوت عدداً كبيراً من اللوحات الطينية والأدوات المدرسية التي كان يستعملها التلاميذ. ومما زاد في أهمية القصر اكتشاف الأرشيف الضخم المؤلف من (25) ألف رقيم مسماري تتضمن كل ما من شأنه إيضاح طبيعة الحياة وغناها في مملكة ماري خصوصاً والشرق القديم عموماً. يضاف إلى هذه المكتشفات أعداد كبيرة من القطع والحلي وأدوات الزينة والأختام والمنحوتات الفنية بمختلف الحجوم والتي اكتشفت في أرجاء المدينة، في شوارعها ومعابدها ومنشآتها الأخرى.... وحتى اليوم، ما تزال مملكة ماري تقدم في كل عام مكتشفاً جديداً وكنزاً ثميناً، وتكشف أيضاً في كل عام عن سر من أسرارها الزمنية، لتضيف إلى عظمتها عظمة، وإلى مجدها مجداً... ليصح فيها تدل العالم الفرنسي أندريه بارو الذي عايشها طويلاً: ((إنها حقاً عاصمة انتزعت من الرمال.. إنها عاصمة النصوص القديمة.. وهي في المحصلة جزء من تراث الإنسانية....)) .
قلعة الرحبة ( قلعة مالك بن طرق ): تقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات فوق تل صخري يحيط بها خندقها الدفاعي . وتتألف من طابقين، وهي تبعد مسافة (5) كم عن مدينة الميادين.
لبية وزلبية: تقع على مسافة (50) كم إلى الشمال الغربي من مدينة دير الزور وهي تشرق على نهر الفرات، وقد شهدت أمجاداً في عهد عظيمة في عهد مملكة تد، وكانت تسمى سابقاً ((زنوبيا )) ، وهي ذات موقع استراتيجي مشرف يهيمن على ما حوله ، وما تزال أسرار وأطلال الموقع قائمة حتى يومنا هذا .
الصالحية ( دورا أوروبوس ) :على الطريق بين دير الزور والبو كمال ، تقع هذه المدينة الأثرية ، وهي تعود إلى العهد السلوقي ، أيام الامبراطور سلوقس نيكاتور (312-280 ) قبل الميلاد ، وقد كانت مدينة عسكرية ضخمة محصنة ، وتشهد على ذلك بقايا أسوارها وأبوابها ومساحتها التي تزيد عن (730000) م2 ، وقد اكتشفت فيها معابد وكنائس ومدافن ومنشآت معمارية كثيرة أهمها قصر الحاكم ، وهذه المكتشفات تشير إلى الأهمية التي كانت تحظى بها المدينة خلال العهود الرومانية والبيزنطية والتدمرية .
تلال أثرية: ينتشر في محافظة دير الزور عدد كبير من التلال الأثرية وأهمها : تل العشارة ( ترقا ) ويعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد ، تل الشيخ حمد ( دوركتليمو ) ويعود إلى لألف الثاني قبل الميلاد ، وهناك أيضاً تلال : الصور ، البصيرة (كركيسيوم ) ، بقرص .....
متاحف: متحف دير الزور ويعد من أكبر متاحف سوريا ، وهو يتألف من خمسة أجنحة تعرض لمكتشفات كل الحقب والعصور التاريخية وهذه الأجنحة هي : جناح آثار ما قبل التاريخ ، جناح الآثار السورية القديمة ، جناح الآثار الكلاسيكية ، جناح الآثار العربية الإسلامية وأخيراً جناح التقاليد الشعبية.